نيرون الزعيم الغبي الذي أحرق روما

نيرون الزعيم الغبي الذي أحرق روما

نيرون الزعيم الغبي الذي أحرق روما ,ولد نيرون أو “نيرو” في عام 37م ، والده هو “جناوس دوميتيوس” وكان أحد ضباط المجلس الإمبراطوري الروماني، أما والدته فهي الداهية “أغربينا” الصغرى حفيدة الأمبراطور أغسطس وأخت “كاليغولا” الصغرى


كانت والدته تعرف كيف تستخدم أسلحتها للوصول إلى أغراضها قناع الحب، الذي تلبسه عندما تقابل رجلاً ما في منصب..توفى والده عندما كان نيرون طفلاً ، وكان والده أكبر من أمه بحوالي 25 عاماً فتزوجت للمرة الثانية من أحد أثرياء روما


وبعد وفاة زوجها الثاني، وبعد مقتل”ميسالينا” زوجة عمها الإمبراطور “كلوديوس تزوجت الإمبراطور “كلوديوس” الذي هو في ذات الوقت عمها عام 53م وكان نيرون وقتها في الثالثة عشر من عمره


“قام “كلوديوس” بتبني نيرون ابناً له وأطلق عليه “نيرون كلوديوس طوق جرمانكوس”، ولم تكتف “أغربينا” بهذا بل زوجت أبنها نيرون لأوكتافيا ابنة الإمبراطور كلوديوس من زوجته المقتولة ميسالينا، لتضمن لإبنها العرش، حتى أن أوكتافيا كانت في السابعة حين خطبتها لإبنها وكان نيرون في الحادية عشر،


كانت أمه تصب في آذان نيرون ابنها العديد من القصص عن الأباطرة والملوك الظالمين الذين امتلأت فترة حكمهم بالمآسي بالفجور والطيش والإجرام وإنفاق الأموال في الرغبات الجامحة لتعذيب الناس.

 

في مرة استدعت أم نيرون عرافاً مصرياً وسألته: هل سيتولى ابني نيرون العرش؟ فأجابها نعم ايها الإمبراطورة ولكنه سيقتلك، فكان رد “أغربينا” بكل برود ليقتلني ابني لا يهم، ولكن المهم أن يتولى الحكم

 

.
الإمبراطور “كلوديوس” كان له ابناً شرعياً يدعى “بريتانيكوس” كان يستعد “كلوديوس” لتنصيبه، وهذا ما لم يعجب اغربينا، وأمرت بقتل زوجها وعمها بالسم قبل أن يأخذ موافقة مجلس الشيوخ الروماني لتنصيب ابنه، و تحقق لها ما أرادت,وبذلك اصبح نيرون بفضل أمه خامس امبراطور للإمبراطورية الرومانية رسمياً وهو لم يتجاوز الخامسة عشر من عمره،


كانت السنوات الأولى من حكم نيرون سنوات معتدلة أرجع بعض المؤرخون هذا لوجود أمه التي أوصلته لهذه المكانة، ومعلمه الشهير”سينيكا” الذي كان تلميذاً لأفلاطون وكان يوجهه ويرشده، فعلمه الفلسفة والأدب وكان نيرون طالباً مجتهداً يحب مدح معلمه بعد سماعه لمشورته، بمرور الوقت بدأ يتثبت حكم نيرون وبدأ يخلع قناع الطاعة لمعلمه وأمه تدريجياً، حتى أصبح منغمساً في الشهوات والنزوات الغريبة ومستمتعاً بالمؤامرات والأعمال الإنتقامية حاول معلمه سينيكا تقويمه بدون فائدة


أمر نيرون أن يغتال معلمه ,ولما علم سينيكا بذلك فضل أن ينهي حياته بنفسه فقطع شرايين جسده وجلس في حمام دافئ ليسهل انسياب الدم ومات منتحراً، لينهي حياته وينهي معاناة نيرون في طاعته المقنعة

.
استمر نيرون في فجوره حتى أنه في إحدى هذه الحفلات الماجنة قام نيرون بضرب أمه “اغريبينا” بالسيف فسقطت جثة هامدة عند قدميه، وهو يجرع كأس الخمر بكل استهزاء ولا مبالاة، ويقول المؤرخون أن أمه قالت لإبنها قبل أن تموت “اقتلني أيها الوحش” وماتت أغربينا وهي تلعنه


في عام 64م راوده خياله أن يعيد بناء روما من جديد وجهز المؤمرات لحرق روما، فيما يعرف “حريق روما الشهير” بحيث إلتهمت النار عشرة أحياء من جملة الأربعة عشر حياً بما فيها من محلات ومتاجر ومنازل،
ارتدى قناع البراءة وكأنه لم يفعل شيئاً، و في اليوم الثالث من الحريق آتى نيرون ليعاين المشهد وكان جالساً في برج مرتفع في قمة السعادة يتسلى بمنظر الحريق وبيده آلة الطرب يغني أشعار هوميروس التي كتبها عند حريق طروادة .
هلك في هذا الحريق الآلاف من سكان روما قدروا بأكثر من مائة آلف إنسان، واتجهت أصابع اتهام الشعب إليه فاختار إلصاق التهم بالمسيحيين وإدعى أنهم يكرهون روما بدأ يلهي الشعب بالقبض واضطهاد المسيحيين فسيقوا للموت بمنهى الوحشية، فالبعض لفوهم في جلود حيوانات، والبعض الآخر ألقوهم للكلاب، والبعض صلبوا، وآخرون اشعلوا فيهم النار أحياء وعلقوا مثل المشاعل في حديقة قصر نيرون الذي كان يستمتع مع ضيوفه بهذه المشاهد، وهويرتدي قناع البراءة


كان وقتها نيرون الزعيم الغبي الذي أحرق رومامزهواً ببطولته فكن يغني قائلاً: أنا نيرون الجبار أقتل من أشاء وأملك من أريد وأقطع الأعناق وأسفك الدماء، فالأرض التي أحكمها لا تغيب عنها الشمس والناس جميعاً تخضع لمشيئتي، لأني سيف حاد يقصم ظهورهم، ونار هائلة تحرق أجسادهم، أنا نيرون الجبار…


في فترة إنشغال نيرون بالألعاب الأوليمبية باليونان وقتها، بدأت الثورة تقوم في روما، بعد أن ضاق الناس من فترة حكمه وتحركوا نحو قصره في نابولي حين كان يمثل كعادته على خشبة المسرح، وأخذ يردد: لقد حل بي الهلاك…
بعد ايام أخذ يفكر في إعادة تكوين جيشه وإتخاذ التدابير اللازمة لملاقاة الثوار، ولكن فشل في ذلك فلم يعد ذاك الإمبراطور نيرون الجبار، وسقطت عنه كل الأقنعة التي طالما لبسها امام الشعب، فلم يجد من يصدقه أو يطيعه، وبقى وحده حتى نهبت كل قصوره مختبئاً في بيت أحد خدمه الذي نصحه بالإنتحار
— حتى الموت لم يستطع نيرون أن يواجهه رغم انه أذاقه لاقرب الناس إليه، زوجته وامه ومعلمه وأصدقائه، ولم يملك من البطولة والشجاعة أن ينفذ ذلك، وأخذ يهتز اهتزازات تشنجية عصبية، ويضرب الهواء بقبضته، ويتوسل إلى أحد خدامه أن يقتله فأمسك الخنجر وطعنه طعنة الموت القاسية، وأكمل الجنود عليه وقطعوه بسيوفهم ورموا أشلائه للكلاب، وكان هذا في عام 68م.

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله