علاش وَلاَّ البعض منا مسخوط الوالدين؟ فعقوق الوالدين جريمة عظيمة لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى لعظيم جرمها،فجعلها من العقوبات التي تعجل لصاحبها في الدنيا فضلاً عن عذاب الآخرة إلا من تاب وأصلح ما بينه وبين والديه فإن الله تواب رحيم. ومن صور عقوق الوالدين:
- إبكاء الوالدين وتحزينهما، وهذا يكون بالقول أو بالفعل أو بالتسبب في ذلك.ونهرهما وزجرهما، وهذا يكون برفع الصوت، والإغلاظ عليهما بالقول، قال تعالى: ((وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا)) [الإسراء:23]
- التأفف، والتضجر من أوامرهما، وهذا مما أدبنا الله عز وحل بتركه، فكم من الناس من إذا امر عليه والده، صدر كلامه بكلمة ((أف)) ولو كان سيطيعهما، قال تعالى ((فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ)) [الإسراء:23]والعبوس وتقطيب الجبين أمامهما، فبعض الناس تجده في المجالس بشوشا، مبتسما، حسن الخلق، ينتقى من الكلام أطايبه، ومن الحديث أعذبه، فاذا ما دخل المنزل، وجلس بحضرة الوالدين انقلب ليثا هصورا لا يلوى على شيء، فتبدلت حالة، وذهبت وداعته، وتولت سماحته، وحلت غلظته وفظاظته وبذاءته.
- النظر إلى الوالدين شررا، وذلك برمقهما بحنق، والنظر إليهما بازدراء واحتقار.والأمر عليهما، كمن يأمر والته بكنس المنزل، أو غسل الثياب، فهذا العمل لا يليق خصوصا إذا كانت الأم عاجزة أو كبيرة أو مريضة.
- التخلي عنهما وقت الحاجة أو الكبر، فبعض الأولاد إذا كبر وصار له عمل بتقاضي مقابله مالا تخلى عن والديه، واشتغل بخاصة نفسه.والتعدي عليهما بالضرب، وهذا العمل لا يصدر إلا من غلاظ الأكباد، وقساة القلب الذين خلت قلوبهم من الرحمة والحياء، وهوت نفوسهم من أدني مراتب المروءة والنخوة والشهامة
- ترك مساعدهما في عمل المنزل، سواء في الترتيب والتنظيم وإعداد الطعام وغير ذلك.
- الإشاحة بالوجه عنهما إذا تحدثا، وذلك بترك الإصغاء إليهما، أو المبادرة إلى مقاطعتهما أو تكذيبهما، أو مجادلتهما، والاشتداد في الخصومة والملاحاة معهما.وشتمهما ولعنهما، إما مباشرة أو بالتسبب بذلك، كان يشتم الابن أبا أحد من الناس أو امه، فيرد عليه بشتم أبيه وأمه.
- أمر الله تعالى في محكم كتابه…
- (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (15)) [سورة لقمان، 14-15]
سنة رسول الله الكريم (صَ)
- (ما من مسلم يصبِح ووالداه عنه راضيان، إِلَّا كان له بابان من الجنة، وإن كان واحداً فواحدٌ، وما من مسلم يصبح ووالداه عليه ساخطان إِلَّا كان له بابان من النار، وإن كان واحداً فواحدٌ، فقال رجل: يا رسول الله، فإن ظلماه؟ قال صلّى الله عليه وسلّم: وإن ظلماه، وإن ظلماه، وإن ظلماه، ثلاث مرّاتٍ).
- (ألا أخبركم بأكبر الكبائر؟ قالوا: بلى يا رسول اللَّه. قال: الإشراك باللَّه، وعقوق الوالدَين).