الفوضى و المحسوبية..
سبيطار” االغابة” بجماعة يعقوب المنصور..ز
زبونية….شفارة…عفونة وغياب الأمن….
معاناة تلك التي يعيشها المرضى الذين يحلون بمستشفى “الغابة” الإقليمي بالعاصمة طلبا للاستشفاء، تنضاف إلى العديد من المآسي الأخرى التي يعاني منها بقية إخوتهم المغاربة عبر ربوع الوطن. ما بين الاكتظاظ المهول وقلة الأطر الطبية وضعف التجهيزات وانتشار المحسوبية والرشوة وغيرها من المظاهر التي يكتوي بلظاها المواطن الذي ينتمي للطبقة الاقتصادية الهشة والفقيرة بالمنطقة.
المعاملة أولا .. المعاملة أخيرا
ولعل قسم الولادة “الغابة” ينطوي على القدر الأكبر من الألم والمعاناة، ليس بسبب آلام المخاض والوضع فقط بل أيضا بسبب تمظهرات تجعل النساء في مرمى المعاملة السيئة والكلمات النابية من طرف بعض الممرضات – القابلات.
تقول إحدى الأمهات الجديدات ” حلَلت ليلا بالمستشفى، وولدت فجرا، كانت معاملة “الحاجَّة” جيدة فهي لا تُعنِّفنا ولا تقبل من إحدانا مالا أو إكرامية”، مستطردة وعلامات الراحة بادية على وجهها “الحمد لله أن مناوبتها كانت ليلة البارحة وأن موعد ولادتي تصادف مع وجودها داخل قسم الولادة”.
وأضافت أخرى، ” أنا ما عندي زهر”، لم تكن القابلة الملقبة بـ”الحاجة” يوم ولادتي ويبدو أنها غادرت المستشفى صباحا بعد ليلة من العمل، “الممرضة التي أشرفت على ولادتي لم تمانع نهائيا وأنا أدس ورقة نقدية من فئة 100 درهم في جيب وِزرَتها، بل خفَّضت من حدة لهجتها بعد أن كانت تصرخ في البداية”.
إحدى الزائرات التَقَفت كلام هذه الأخيرة لتقول ” الممرضات القابلات اليوم أصبحن يتعاملن بطريقة أحسن بكثير مما كان عليه الأمر قبل سنوات خلت، فقد وضعت في هذا المستشفى أربعة من أبنائي عانيت خلالها من الإهانة والسب والشتم وأنا بين الحياة والموت، كما سمعنا ممرضات يُهن حوامل أخريات في مرحلة المخاض بكلمات يصعب نطقها
قطط سمينة..قد تأكل أطراف المواليد
ما أن يحين الوقت المخصص للزيارات، حتى تتسارع الخطى نحو مدخل المستشفى؛ منه يتجه البعض نحو القاعات التي ترقد بها النساء رفقة أطفالهن حديثي الولادة، ولم يعد غريبا على الزوار أن يتم استقبالهم من طرف قطط سمينة تمشي بخيلاء، وتثب لتنام على بعض الأسرة الشاغرة بكل طمأنينة وسكينة.
ذات المنظر كان موضوع تنذر من بعض الظريفات، حين رأين قطة على السرير بالقول ” المشة حتَّا هي نافْسة معاكم؟”، في ما حذرت أخرى ابنتها بالاهتمام بوليدها أثناء الليل مخافة أن يعمد قط إلى أكل أجزاء منه، الأمر الذي أصاب الأم بالذعر مفضلة وضع رضيعها بالقرب منها فوق ذات السرير عوض الإبقاء عليه في سريره الصغير الخاص.
بيع وشراء..
غابت الممرضات وقت الزيارة، وحلَّت مكانهن امرأة قد تكون في أواسط عقدها الرابع، تحمل على كتفها حقيبة وتمسك بكيس بلاستيكي كبير الحجم، تمر بين السرير والآخر منادية دون مراعاة لحرمة المكان ” كوش، لانْجيت، بيجامات، كْحُل، سْواك،..”، ” ألْمرا خاصَّاك شي مانْطا صغيرة للعَزري؟؟” تقول ذات السيدة للنزيلات.
المثير أن معظم النساء الراقدات بالقسم، يتجاوبن معها إيجابا وكلٌّ تطلب ما تحتاج إليه، لتغادر التاجرة السرير إلى الآخر وهي تدعو للمولود وأمه بالصحة والعافية. وتجيبها أخرى بالشكر، وقد غاب عن هاته وتلك أن الرضع الصغار معرضين للاختطاف في غفلة عن أمهاتهم، في لحظة قد يغفين خلالها أويتوجهن صوب الحمَّام، خاصة وأن مصادر أكدت لنا تمكن ذات المرأة من الولوج إلى المستشفى خارج أوقات الزيارة كذلك.
الأمن.. الفوضى
شكايات من ضمن أخرى، توصَّلت بها الجريدة الإلكترونية “شالة24″، تُفيد ضعف الحراسة أمام باب المستشفى، إضافة إلى شكايات ضد بعض أفراد الأمن الخاص الذين يدخلون إلى قسم الولادات حيث تكون النساء في وضعية مخاض عاريات الأطراف، الأمر الذي “حدا بأحد الأزواج إلى إخراج زوجته من القسم، ليعيدها إلى منزلها ، لتضع فيه بطريقة تقليدية ومحفوفة بالمخاطر” وفق ذات المصدر
.
مواليد تحت رحمة (الطوبات)
صور صادمة من مستشفى الولادة بالرباط:
دماء سيدات (نافسات) على جنبات المراحيض
كشفت صور تداولتها بعض المواقع الإلكترونية عن سيدة وضعت حملها بمستشفى الولادة التابع للمركب الجامعي الاستشفائي ابن سينا بالرباط، عن كارثة حقيقية يعيشها المستشفى ومرافقه الحيوية والصحية.
وأظهرت الصور كميات من الدماء ربما نزلت من سيدة وضعت جنينها للتو، ولم تجد ماء كافيا للإغتسال، ولمجرى الماء، كما كشفت الصور عن صنابير ماء منزوعة من مكانها، وخيوط كهرباء بدون مصابيح، وسلاليم مليئة بالرطوبة وفي حالة جد متردية.
وتساءلت السيدة التي أرسلت الصور عن دور المسؤولين في مراقبة مثل هذه الأمور الخطيرة والتي تمس في الصميم بحق المواطن في التطبيب.
ولم تقف صاحبة الصور عند هذا الحد وإنما أشارت بأن الجناح الذي ترقد فيه قريبتها يلجه متسولون وبائعون متجولون. وطالبت من خلال هذه الإشارة وزارة الصحة بأن تتحرك قبل أن تفاجأ بتحقيق مفصل في أشهر المجلات والفضائيات الأوربية.
مستشفى “السويسي” على شفا كارثة…
توقيف مواعيد “سكانير”ومئات المرضى يفترشون الأرض…
يعيش المستشفى الجامعي ‘ابن سيناء’ بالعاصمة الرباط على وقع كارثة حقيقية، بعدما ساهم اضراب الأطباء والممرضين في شلل تام لمرافقه، لينضاف توقيف مواعيد ‘السكانير’ بشكل كامل على المرضى المترددون عليه حتى في الحالات المستعجلة
عاين صباح اليوم الاثنين مشاهد مؤلمة بالبوابة الرئيسية لمستشفى ‘السويسي’ مع افتراش المرضى وذويهم الأرض وسط صراخ وعويل المرضى حاملي بطاقة ‘راميد’، بعد رفض منحهم موعداً للاستفادة من فحوصات بالأشعة… أحد المعوزين المرضى بالقصور الكلوي، كشف في تصريح لموقعنا، أن ادارة المستشفى رفضت منحه موعداً للفحص بالأشعة بحجة تواجد المئات في لائحة الانتظار قبله.. المريض يضيف على متن تصريحه، أن الاضرابات حولت المستشفى الى ‘سجن كبير’ للمرضى، حيث يرابط المئات القادمين من مختلف مدن المملكة لانتظار دورهم الذي يأتي أو قد لا يأتي…